أخبار الموقع

المقامة البركانية 1

 


………المقامة البركانية……..


   وأنا ألج سوق الثلاثاء، أصوات عالية تنادي : لا للغلاء ! هذا يبيع أعشابا جنسية للرجال والنساء،وذاك يقسم أنه وال من الأولياء، دواؤه بلسم لكل داء، الصكوك والعصير اسود من جراء دخان الشواء، خيام متناثرة في كل الأرجاء.و كراسي بلاستيكية تستقبل الزبناء ..

   دخلت الخيمة ابتغي الشواء، رحب بي الشاوي :أهلا بزير الشعراء، تفضل …اجلس، فأنت تحتاج للارتواء…أذعنت له دون إماء…وقلت له ناولني بروشيت خروف مع كوب ماء، وبراد أتاي يذهب عني بعض العياء…ولا تنس أن تناولني لاصوص وشوية رواء…
  جلست وسط الدخان كأني بطل من أبطال الكواسر، انتظر دوري ،وانفي يتلذذ أزكى الفطائر، معدتي تتقلص تشتكي حموضة الخمائر، التهمت الأكل التهاما، لا اتكلم ولا أرد السلاما، لما انهيت مأدبتي حاولت القياما، خانتني رجلاي وبدأت أترنح يمينا وشمالا كأني شربت المداما…اقترب مني الشاوي أسندني على عكاز وقال لي:
-لعلك صديقي لا تحب الإيدام ؟! ولا تفرق بين لحم الخروف والحمام؟! سآتيك بحريرة لذيذة المذاق، تشفيك من كل أمراض الشقاق والنفاق، وتفتح لك باب الأرزاق…شربت الحريرة فأحسست بدوار، وفي قلبي فلفل حار، بطني بدأت تغرغر كأنها قدر تحت النار، هممت بالخروج من الخيمة، وفي فمي لا زالت آثار لقمة،وعلى وجهي ألف غيمة وغيمة، بحثت عن الضوء وسط الظلمة، فبدا لي الغاشي كلهم مجرد حلمة . أخرجت أوراقي المالية ، فاختلطت لي مع بعض العملات النقدية، غادرت الخيمة التحف السماء، أسرع الخطو نحو الخلاء، 
ذليلا منكس الرأس بلا كبرياء،لأني سروالي رغما عنه استقبل كل أنواع الخ…ا...ء.

                          بقلم محمد مهداوي


لتحميل إبداعاتي الأدبية:





 




ليست هناك تعليقات