أخبار الموقع

المقامة البركانية 2

 


……اللتشينة البركانية …….

مررت باللتشينة في ليلة سوداء، فوجدتها ملتحفة أجمل رداء، محاطة بالخضرة والماء، سألتها :
-مالك يا خير النساء؟
-مالك اليوم حزينة؟ فقالت لي:صه ! فأنا هنا وحدي سجينة، مثل ربان خانه طاقم السفينة. في الليل  تتبول علي القطط والكلاب، وفي النهار يعانقني الصحاب، وكلما ازددت جمالا أتعرض للإغتصاب…

سألتها عن ثورة البركان، عن اللاڤا وفوهة النيران، عن المطرقة والسندان، عن العطالة والحرمان؟! فناخت بوجهها عني للحظات، وحين أرخى الليل سدوله وخفت أرجل المشاة، قالت: اقترب مني إن أردت النجاة.

-سأخبرك بأم الأسرار، لكن كن غبيا مثل الحمار، ولا تخبر أحدا وإلا اشتكيتك للواحد القهار. أذعنت للبرتقالة البركانية، فأخبرتني بقضاياها السرية، أسرت لي عن مغتصبيها، عن الجار والمجرور والفاعل والمفعول، والمعلوم والمجهول. اشتكت لي من سماسرة البرتقال، ومن حول الرجال إلى أنفال، والأفعال إلى أقوال…

       ههمت بالانسحاب، بعدما لفح وجهي فحيح السراب، أحسست بغمة قاتلة، وصرت كيوسف أمام هذه اللتشينةالفاتنة، نأيت عنها أتتبع نسمات الهواء، فقد كدت أختنق من حرقة الداء، رفعت وجهي راجيا رب السماء، وقلت بصوت رددته جبال بني يزناسن الشماء:

"اللهم ارفع عنا هذا  البلاء !!…اللهم ارفع عنا هذا البلاء!! واجعل لتشينتنا خير النساء!!؟؟

                     بقلم محمد مهداوي

اللتشينة = البرتقالة.

لتحميل إبداعاتي الادبية :

ليست هناك تعليقات