أخبار الموقع

مقامة الغربة والاغتراب



مقامة والغربة والاغتراب

 الغربة ثلاثة أنواع:

_غربة الوطن

_غربة الكفن

_غربة البطن

*غربة الوطن:

 قد تكون طواعية أوقسرية، فالأولى زهو ونشاط والثانية وجع ومعاناة، فما أقسى أن يموت الشاب من أجل رغيف؟! وما أصعب أن يتصاحب المرء مع سيزيف

 يقول أحدهم:خبز الوطن خير من كعك الغربة، وأقول : يبقى الوطن وطن حتى لو زاد منسوب الألم، وتبقى الغربة غربة حتى ولو حصلت على سكن

 الغربة حبال تشنق المغترب، نيران تلتهب، وأقراص تقتل المكتئب، دمع دوما منسكب، و ثكالى تنتخب …

 تبدَّتْ لنا وسْطَ الرُّصافة نخلةٌ

               تناءتْ بأرضِ الغرب عن بلد النخلِ

فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنوى

               وطولِ الـتَّنائي عن بَنِيَّ وعن أهلي

 نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبةٌ

                فمثلُكِ في الإقصاءِ والمُنْتأى مثلي

*غربة الكفن :

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليمنِ

                 إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

سَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني

                  وَقُوَتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني

وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها

                      الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ

هذه الغربة مرتبطة بالموت والانقطاع عن الحياة، حيث لا صوم ولا صلاة، لاحج ولا زكاة، خاصة إذا كان الزاد هزيلا والسفر طويلا، و حشة القبر ، والسيئات مطرا وبيلا

*غربة البطَن:

المقصود بغربة البطن دواخل الإنسان، وما يرتبط به من توترات واطمئنان، من رضا وعصيان.

قد تصير ذات المرء غريبة وسط جمهرة من الناس، فتحس بالعزلة وقلة الإحساس، رغم الربح المالي والتجاري في في إفلاس، لأن المال يفنى ولا يدوم، والعمل ……،

الغريب ليس غريب الوطن، الغريب غريب الدار والبطَن.

احذر من غربة …وأنت بين الأهل والصحاب، فهي أغرب من الغرابة وأشد من العذاب...

بقلم محمد مهداوي



ليست هناك تعليقات